"العائلة" هي رابطة وعلاقة طويلة الأمد تجمع أفرادها معًا بخيط الحب. وهذا الترابط لا يحدث بين عشية وضحاها، فكل ثانية وكل دقيقة تقضيها مع أحبائك، تربطك بهم. كذلك من خلال العائلة نتعلم قيم الحب والثقة والأمل والإيمان والثقافة والأخلاق والتقاليد، ويحتاج الأطفال إلى تعلم أهمية العائل وكيف تساعد العائلة في بناء مستقبل قوي. القدوة الأولى للطفل حتمًا سيكون والديه، أو فردًا آخر من أفراد العائلة المقربين. لهذا تلعب العائلة دورًا مهمًا في مستقبل طفلك. لا تشكل العلاقات الأسرية وجهة نظره للعالم ومحيطه فحسب، بل تمنح طفلك أيضًا الأدوات اللازمة للإبحار بنجاح في الحياة. ويستطيع طفلك أن يفهم مفهوم العائلة الحقيقي دون نظريات أو خطابات وكلمات وتعليمات، من خلال نظرة الأم الحنونة ولمسة الأب الرقيقة، وكلمة الحب الصادقة التي ينطق بها الوالدان آلاف المرات دون كلل أو ملل تعبيرًا عن حبهم العميق لطفلهم، سيفهم طفلك أهمية العائلة، عندما يراقب بعينيه اللؤلؤتين اجتماع العائلة على مائدة الطعام وسهراتهم الهادئة ليلًا، واستيقاظهم مع زقزقة العصافير صباحًا، وكلهم سعادة وحب واحترام لبعضهم البعض. إذا غُرست مفاهيم العائلة في ذِهن طفلك بهذه الصورة البهية فأبشر به شابًا يافعًا وأبًا حنونًا حازمًا، وصديقًا مخلصًا، وأخًا وفيًا داعمًا لأخوته، وطالبًا متميزًا، وإنسانًا سويًا نفسيًا وعاطفيًا، قادر بفطرته على تمييز الجيد من الرديء والصواب من الخطأ، وكل هذا يعود للعائلة وفضلها في تثبيت دعائم شخصيته منذ الصغر.
اقرأ المزيد: كيف أُعرّف طفلي بأفراد عائلته؟
توصّلت جميع الدراسات إلى وجود 6 عوامل رئيسية تؤدّي إلى سعادة العائلة ونجاحها، وتكمن فيما يأتي:
يُقصد به أنّ كلّ فرد في العائلة يعرف جيدًا حقوقه وواجباته، ولديه إحساس بالمسؤولية تجاه العائلة وحقوقها وواجباتها، بحيث يضع العائلة في المقام الأول، ولكن هذا بالطبع لا يلغي أن يكون للفرد حرية شخصية.
وهو ضرورة لتطوّر علاقات الأفراد، ويُساعد على إحساسهم بالإشباع والرضا، حيث يلعب التواصل دورًا مُهمًّا في تسيير العلاقات بين أفراد العائلة ويجعلها مرنةً وفي الوقت نفسه قويةً في مواجهة الخلافات مثل مواجهة ضغوط الحياة اليومية، ومن أشكال التواصل؛ المشاركة الروحية، والمشاركة الوجدانية، والمشاركة الفكرية، والمشاركة الاجتماعية؛ ممّا يُمكّن الأفراد في العائلة الواحدة من التعبير عن أنفسهم بكلّ صراحة ووضوح.
من المهم وجود الترابط الروحي والمعنوي إلى جانب الترابط المادي؛ والذي يجعل الأفراد على قدر أكبر من التماسك والتقارب في العائلة الواحدة، كما تكون لديهم القدرة على حلّ الخلافات بطريقة فعالة، ويتسم سلوكهم بالنضج، وتكون لديهم القدرة على التعلّم من الخبرات السابقة.
يُقصد بذلك القدرة على مواجهة الصعاب النفسية، والقدرة على منع المشكلات قبل حدوثها، وحتّى إن حدثت المشكلات يجدر بالعائلة أن تُحاول التخفيف من وقعها ومن الأخطار المترتبة عنها، وتواجه الصعاب بصبرٍ وهدوء دون توتر وقلق ودون تحميل الآخرين المسؤولية.
يُقصد به إظهار التقدير والمحبة بين أفراد العائلة الواحدة الذي من شأنه أن يُخفّف من روتين الحياة، حيث إنّ كلمات الحب والتقدير التي يتبادلها أفراد العائلة من وقت لآخر من شأنها أن تُشعر كلّ فرد بأهميته، ويتجلّى ذلك في استراتيجيات النقد في العائلة الواحدة التي تقوم على ذكر المحاسن قبل توجيه النقد.
وذلك من خلال تناول الوجبات وقضاء العطلات وأوقات الفراغ معًا، وغيرها من المواقف التي تدعم أواصر المحبة بين أفراد العائلة، فالعائلة السعيدة تسودها علاقات مباشرة ومستمرة وتتضمّن شعورًا قويًّا بالانتماء والارتباط الجماعي.
توجد العديد من الأساليب التعليمية المُمتعة في eArabic، لذلك لا تتردد في اختيار ما يُفضله طفلك أو حتى تجربتها جميعًا. استمتع مع طفلك أثناء دراسته وداوم على عامل التشجيع والتحفيز فبِهما سيغدو طفلك نحو الأفضل. ودائمًا ما نجد النتائج إيجابية إذا ما اقترن التعليم بوسائل تعليمية جذابة. تعرّف على أسهل طريقة لأجل تعليم اللغة العربية للأطفال.