تربية الأطفال حتى سن البلوغ تعتبر من أصعب الخطوات التي يواجها الأهل في رحلتهم التربوية. ولا شكّ أنّ الأمور تصعب في الغربة، لأنّه إضافة التربية الأساسية بقيمها وتقاليدها الكلاسيكية، يكافح الأهل أيضًا في مواجهة كل ما هو مختلف وجديد في الغربة. ومن المعروف أن الغربة يمكن أن تؤثر على تطور الأطفال وتربيتهم في العديد من الطرق، وقد توصلت العديد من الدراسات إلى بعض التحديات التي يمكن مواجهتها في هذا الصدد، أكمل قراءة المقال لتتعرف على تحديات تربية الأطفال في الغربة.
تحديات تربية الأطفال في الغربة
اللغة
صعوبة نقل اللغة الأصلية وتعلم اللغة الأجنبية الجديدة. إذا كان الأطفال لا يتحدثون اللغة الرسمية للبلد الذي سيعيشون فيه، قد يواجهون صعوبة في التواصل مع الآخرين وفي الاندماج في المجتمع المحيط بهم.
الهوية
قد يشعر الأطفال المقيمون في الغربة بالانتماء المزدوج لعدة ثقافات، مما يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في العثور على هويتهم الحقيقية.
الانفصال عن الأسرة والأصدقاء
قد يشعر الأطفال المقيمون في الغربة بالاحتياج إلى الاتصال بأسرتهم وأصدقائهم في بلدانهم الأصلية، ولكن بسبب المسافات البعيدة وفرق التوقيت يمكن أن يكون ذلك صعبًا بعض الشيء.
تأثير الثقافة المختلفة
قد يتعرض الأطفال المقيمون في الغربة لتأثيرات ثقافية جديدة ومختلفة عن ثقافتهم الأصلية، وقد يواجهون صعوبة في التكيف معها. كما قد يواجه الآباء والأمهات صعوبة في توجيه أطفالهم وتعليمهم القيم والمعتقدات التي يرونها مهمة.
كيف يمكن تهيئة وتربية الأطفال في العيش في الغربة
على الرغم من وجود هذه التحديات، توجد طرق عديدة لمواجهتها حتى يسهل على الأهل تربية الأطفال والتكيف سريعًا في البيئة الجديدة، إليك أهمها:
- المحافظة على الروابط الثقافية
حاولوا المحافظة على روابطكم بالثقافة والتقاليد الخاصة بوطنكم. تحدثوا بلغتكم الأصلية مع أطفالكم وشاركوهم في الاحتفالات والطقوس الثقافية، كالأعياد الدينية والمناسبات الوطنية التي تعزز الهوية الثقافية العربية، كما إعداد الأكلات والأصناف المميزة بالوطن الأصلي يساعد على تعزيز الحب والاتصال لديهم بالوطن واللغة الأم. - التواصل المستمر مع العائلة والأصدقاء في الوطن الأصلي
استخدموا وسائل الاتصال المتاحة مثل الهاتف والبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على اتصال بأفراد الأسرة والأصدقاء في الوطن الأصلي. يمكن لهذا التواصل أن يوفر الدعم العاطفي ويعزز الارتباط بالثقافة الأصلية، ويمكنكم الاطلاع على برامج تعليم اللغة والمواد الثقافية عبر الإنترنت التي تساعد على الحفاظ على الارتباط بثقافتكم الأصلية. - التكيف مع البيئة الجديدة سريعًا
تلعب اللغة دورًا حاسمًا في تواصل الأطفال وتكييفهم في بيئة جديدة. حاولوا تعزيز تعلم اللغة الجديدة مع أطفالكم عن طريق اللعب والأنشطة التعليمية. يمكنكم أيضًا البحث عن دورات لتعلم اللغة المحلية لكي تتمكنوا من التواصل بشكل أفضل والاندماج في المجتمع المحلي. كونوا مفتوحين للتواصل مع أطفالكم واستماعهم. - التواصل مع المجتمع المحلي
حاولوا التواصل مع المجتمع المحلي وبناء شبكة اجتماعية. قد توفر هذه الشبكة فرصًا للتعرف على أشخاص آخرين من خلفيات ثقافية مختلفة وتبادل الخبرات والمعرفة. قد يساعدكم هذا التواصل في الاندماج في المجتمع والتعرف على المصادر المحلية للدعم و المساعدة في حالة الحاجة. العناية بالصحة النفسية يمكن أن يكون العيش في الغربة مجهدًا على الصعيد العاطفي. حاولوا الاهتمام بصحتهم النفسية وصحة أفراد العائلة. استغلوا الخدمات المتاحة مثل المستشارين النفسيين أو المجتمعات الداعمة للمساعدة في تخفيف الضغوط والتحديات النفسية. - المحافظة على الحوار
حافظوا على حوار بناء وصريح مع أطفالكم لتتمكنوا من التعرف على طريقة تفكيرهم وبالتالي تتمكنوا من فهم كيفية التعامل معهم في الغربة. بالحوار تستطيعون تقديم النصيحة لأولادكم وتوجيههم كما ترغبون.