يقضي الطفل معظم وقته في المدرسة وعليه فإن المرحلة المدرسية تلعب دورًا أساسيًا في بناء شخصيته وتعليمه وتطوره، لذا هناك مجموعة من معايير اختيار المدرسة المناسبة للطفل التي يتوجب على الأهل مراعاتها، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
يتوقف اختيار المدرسة المناسبة لطفلك على العديد من العوامل، ويشمل الأمر على الاهتمام بنمو واحتياجات طفلك، والبحث عن محيط تعليمي يناسب قدراته الفردية واهتماماته، وإليكم هذه المعايير التالية:
لاختيار المنهاج عدة عوامل، وهي:
يجب توفير بيئة تعليمية صحية للطالب من كافة الجوانب. يتيعن على الأهل هنا الاستفسار عن المدرسة ومعرفة التقييم الذي حصلت عليه من قبل الجهات المعنية على مدى سنوات الخدمة، والاطلاع على التوصيات التي يتوجب على المدرسة تطبيقها ومراعاتها، فمن الممكن أن تؤثر على اختيارهم لها.
تعتبر بيئة المدرسة المريحة من العوامل المهمة التي تدعم حصول الطفل على الراحة النفسية المطلوبة ليستطيع التركيز على دراسته، لذا يجب زيارة المدرسة للاطلاع على مرافقها وما إن كانت الصفوف مهيئة لتوفير الراحة للطلاب، كما يجب الاستفسار من إدارة المدرسة عن عدد الطلاب في كل فصل؛ فالعدد المناسب عالميًا يتراوح ما بين 12-24 طالبًا في كل صف. من الأمور المهم مراعاة توفرها عند زيارة المدرسة:
من أهم عوامل ومعايير طريقة اختيار مدرسة مناسبة للطفل هي مؤهلات الكادر التعليمي الذي لا تقاس قوته من حيث قوة التعليم فقط بل بقدرة المعلم على التعامل مع الطلاب على الصعيد الشخصي، فالمعلم هو المربي الثاني لطفلك حيث يقضي الطفل معظم وقته معه، ولا بد أن يكون الطفل مرتاحاً مع معلمه حتى يستطيع التطور على المستويين الشخصي والتعليمي.
من المهم أيضاً الاطلاع على المعايير التي تفرضها المدرسة على المدرسين لاتباعها من حيث طريقة التعامل مع الطلاب وما إن كانت ستؤثر على طفلك، فعلى سبيل المثال تمنح بعض المدارس كادرها التعليمي دورات للتعامل مع حالات التنمر بين الأطفال كي لا يتعرض أي طفل للعنف أو الشعور بعدم الأمان داخل الحرم المدرسي. في المقابل هناك مدارس أخرى لا تولي اهتماماً إلا بقوة مستوى كادرها التعليمي من حيث المؤهلات العلمية وطرق التدريس دون الاكتراث إلى تدريبهم على التعامل مع الطفل من الناحية النفسية.
تختلف الأساليب التعليمية بناءً على عاملين هما المنهاج والأساليب التعليمية المعتمدة في المدرسة، فمثلاً بعض المدارس تعتمد نظام التلقين في تعليمها فقط، بينما تتوفر مدارس أخرى تحرص على اتباع أساليب تعليمية حديثة تعزز تنمية مهارات الطفل التحليلية والاستنتاجية، بالإضافة إلى إدراج الأنشطة الترفيهية لتحبيب الطفل في الدراسة.
قم بتحديد الأهداف والقيم التي ترغب في تعليمها لطفلك. هل ترغب في تعزيز مهاراته الأكاديمية؟ أم تبحث عن بيئة تعليمية تركز على النمو الشخصي والتنمية الاجتماعية؟ هل لديك تفضيل لنظام تعليمي معين، مثل التعليم المنزلي أو المدارس الخاصة أو العامة؟ تحديد هذه الأهداف سيساعدك في تضييق نطاق البحث عن المدارس المحتملة.
استطلع المعلومات عن سمعة وتصنيف المدارس، وتحقق مما إذا كانت معتمدة أو تتبع برامج تعليمية معترف بها. قد تكون هناك أيضًا روابط مفيدة على الإنترنت حيث يمكنك قراءة تقييمات وآراء الآباء الآخرين عن تجربتهم مع تلك المدارس.
خلال الزيارة، حاول أن تنتبه إلى الجو المحيط في المدرسة والتفاعل بين الطلاب والمعلمين. هل يبدو الطلاب سعداء ومشاركين؟ هل هناك أنشطة خارجية وبرامج إضافية تقدمها المدرسة؟ هل تتوفر المنشآت والموارد اللازمة لدعم تعليم طفلك؟ جمع معلومات حول المناهج الدراسية، والتفرغ للمواد الإضافية مثل التربية البدنية والفنون، وكيفية التقييم والمتابعة لتقدم الطلاب.
يجب ألا تكون المسافة بين المدرسة والمنزل كبيرة، بحيث لا يستغرق الطفل الكثير من الوقت للتنقل بينهما، وذلك لأسباب عدة نذكر منها:
وأخيرًا، لا تنسَ توجيه الأسئلة والمخاوف الخاصة بك لإدارة المدرسة والمعلمين. قد تكون لديك أسئلة حول نهج التعليم أو توجهات المدرسة أو السياسات المعتمدة. إن تحديث الحوار وطرح الأسئلة الملحقة سيساعدك في تقييم ما إذا كانت المدرسة تلبي الاحتياجات الفردية لطفلك.