الواجبات المدرسية هي إحدى الاستراتيجيات التي يستخدمها بعض المعلمين في التدريس، فبعضهم يرونها كشکلٍ من أشكال التعلم الذاتي، ويرى البعض الآخر أن تحقيق الأهداف وجودة العملية التعليمية تُقاس بمقدار تحصيل الطلاب؛ لذلك الواجبات المدرسية تعتبر وسيلة لاستعراض معلومات الطلاب عن الدروس المشروحة وتحديد مدى تحصيلهم. فيتساءل أولياء الأمور، هل يجب عليهم أن يساعدوا أطفالهم في حل الواجبات المدرسية؟! سنجيبكم من خلال هذا المقال.
ومن الجدير بالذكر هنا أن الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى، أي أول مصدر من مصادر التلقي في حياة الطفل، حيث يمثل الوالدان القوة الأولى والمباشرة في تنشئة الطفل منذ ولادته ويظل تأثيرهم قائم حتى مرحلة متأخرة من العمر، بل ويظل تأثيرهم بشکلٍ أو بآخر في سلوك الطفل طيلة حياته، کما أن نوعية العلاقة التي يقيمها الأبوان مع الطفل لها تأثيرًا کبيرًا في تصرفاته، ويعتبر تأثير جوهري فيه وفي نظرته لنفسه، ومن حوله، في العلاقة الحسنة بين الطفل والأبوين تُشکل له الدرع الحصين. فمن خلالها تتكون لدى الطفل نظرته الخاصة للحياة وسلوكياته، واتجاهاته، وقيمه، وميوله، وعاداته. والمؤسسة التعليمية تعتبر امتداد للأسرة في الأهمية، وعامل مکمل لدور المنزل باعتبارها مجتمع جديد، وميدان کبير يخرج فيها الطفل من محيط الأسرة ليمارس ما تربى عليه في محيطه الأسري المصغر، حيث يقوم الطفل بتوظيف الخبرات التي يتلقاها من أفراد الأسرة في مواقف جديدة ويضاف إليه خبرات ومهارات جديدة.
العلاقة بين الأسرة والمدرسة هي علاقة حيوية وضرورية؛ فالمدرسة والأسرة مسؤولين عن تربية وتعليم الأجيال بشكل عام، ودورهما متکامل ومتوازن، وکل تناقض أو تعارض أو ضعف في أحدهما ينتج عنه عواقب على الأطفال مما يؤدي إلى نقص وضعف أدائهم وتحصيلهم الدراسي.
الواجبات المدرسية تؤتي ثمارها عندما يحسن استغلالها في:
لنتحدث بوضوح، إن تعليم الأبناء مسؤولية کبيرة تتطلب الکثير من الجهد، والتخطيط، ومعرفة الوسائل والطرق اللازمة؛ للتوفيق في تربية أبناء صالحين لمواجهة المستقبل. وأولياء الأمور الذين لا يفکرون في تربية أبنائهم لا يحق لهما انتظار معجزة ولا المستقبل من أبنائهم، وعدم اهتمام الوالدين بتربية الأبناء أو الکشف عن تطورهم المدرسي يعد من أسباب الرسوب الدراسي. وهذا يوضح أن للأسرة دور فعال في العملية التعليمية، فمن خلال دعم الآباء للأبناء في استذكار دروسهم، وتمضية الوقت معهم في متابعتهم، والإشراف على أداء الواجبات المدرسية.
وبالتالي نؤكد على أهمية متابعة الآباء لأطفالهم في أداء الواجبات المدرسية، والتكليفات؛ لزيادة تحصيلهم الدراسي. بالإضافة إلى أن متابعة الآباء لأطفالهم دراسيًا هي مسؤولية كبيرة، حيث أنها مسئولية مشترکة بين الوالدين وليست مسئولية الأم وحدها. فدور الأب و مشاركته ضرورية ومفيدةً للأطفال، حتى إذا كان الوقت الذي يقضيه الأب معهم محدود، فالطفل يشعر بالفخر عندما يجد أباه مهتم بدراسته، و متابعًا لواجباته وامتحاناته. ومشارکة الوالدين في العملية التعليمية وتواصلهم مع المدرسة، ومتابعتهم مع المدرسين، ومراجعة الواجبات، ومراقبة التطور الدراسي، فذلك يزيد من دافع الأبناء وتشجيعهم على الإنجاز، والأداء الدراسي المرتفع. وتشجيع الوالدين لأطفالهم ومدح إنجازاتهم ، ومواقفهم يشکل لهم دعم قوي هم في أمس الحاجة إليه؛ وقد يتأخر الطفل دراسيًا لافتقاده الدعم والمساندة من أسرته.
الاعتماد على الوالدين في الواجبات المدرسية لا يجب أن يكون اعتمادًا كليًا؛ فدور الوالدين مقتصر على:
فعلى الرغم من بطء عملية التعلم عن طريق المحاولة والخطأ وصعوبتها، إلا أنها تساعد طفلك على المرور بالخبرات والأنشطة التي يتم من خلالها اكتساب معارف ومعلومات جديدة. وتوفير الدعم اللازم لطفلك، فالدعم هو ما يقدمه الوالدين للأبناء؛ استقامة سلوكهم كلما بدأ ينحرف أو يخرج عن المألوف (بدرجة كبيرة)، وهو وسيلة للتأكيد على السلوك المطلوب تكرار حدوثه لتكون عند الأبناء القدرة على إنجاز کل ما يسند إليهم من واجبات ومهام دراسية.
أي نشاط في حیاة الإنسان له عوائق ومشكلات تحتاج إلى النظر والتأمل فی کیفیة تجاوزها وإنجازها إن أراد الاستمرار فی هذا النشاط. والواجبات المدرسية هي إحدى الأنشطة التي تشغل وقتًا کثیرًا من حياة الطلاب، وقد يعتقد البعض أنها تحرمهم من وقت الفراغ والأنشطة الاجتماعية، و هنا يحاول أولياء الأمور التدخل في أداء الواجبات المدرسية لإكمال الواجب المنزلي، وأدائه بصورة مثالية، و بالتالي تصرف أولياء الأمور إن كان بنية حسنة، فهو يؤثر على أي نتائج إيجابية للواجبات المدرسية والتحصيل الدراسي المراد قياسه.
ما يقدمه الآباء من تشجيع باستخدام العبارات التحفيزية لأداء وإنجاز المهام.
ما يقدمه الآباء من توفير الأدوات والأجهزة الدراسية وتهيئة البيئة المنزلية لتأدية المهام والمسئوليات الدراسية.
ما يقدمه الآباء من مساعدة فيما يحتاجونه من مصادر معلومات أو توضيح أو لما يتعسر عليهم فهمه من الدروس المدرسية.