يساعد تعلم اللغات على تطوّر عقل الانسان وزيادة نسبة معرفته، وقدرته على التعرف على حضارات وثقافات مختلفة، كما يساعد في توسيع دائرة المعرفة والثقافة وزيادة فرص التواصل مع الآخرين. أصبحت اللغات الأجنبية متطلبًا هامًا في الكثير من المجالات الوظيفية نظرًا لأهميتها في عصرنا الحالي. ودائمًا يُنصح بتعلم اللغات الأجنبية من سن مبكرة، وتعتبر تربية الأطفال متعددي اللغات أكثر شيوعًا مما يعتقده معظم الناس. "كم عدد اللغات التي يستطيع الطفل إتقانها؟" "كيف أُبسط عملية تعلم اللغة الأجنبية الجديدة لطفلي؟" "كيف أعلم طفلي لغة أجنبية في المنزل؟" سنوافيك بالأجوبة في هذا المقال.
يؤكد خبراء النفس والتربية واللغة والعلوم السلوكية كافة، أن الطفل يولد ولدماغه قدرة هائلة على اكتساب وتعلم اللغات. حيث يُمكن للطفل أن يتعلم ويتقن عدة لغات، ويعتمد ذلك على القدرة اللغوية الفردية والبيئة التي يعيش فيها الطفل. ومن المهم أن يتم تعليم اللغة الأجنبية بشكل مناسب وفي الوقت المناسب لتحقيق أفضل النتائج. وتشير الأبحاث لسهولة تعلم الأطفال لأي لغة أجنبية من سن مبكرة بدءًا من 3-4 سنوات، ويعود ذلك إلى قدرتهم الفطرية على التعلم وتكوين الاتصالات العصبية المختلفة في الدماغ. وتبين بعض الدراسات أن الأطفال الذين يتعلمون لغات أجنبية بشكل متزامن، أي في نفس الوقت، يمكنهم اكتساب المهارات اللغوية بسرعة أكبر وتحقيق أفضل النتائج. كما أنه يمكن للأطفال الذين يتعلمون لغات أجنبية بشكل متتالٍ أن يتعلموا عدة لغات بنفس القدر من الفاعلية.
من المهم أن يتم تعليم اللغات الأجنبية بشكل مناسب وفي الوقت المناسب وفقًا لاحتياجات الطفل ومن خلال برامج تعليمية متعددة ومتنوعة، مثل الألعاب والأنشطة والكتب والأفلام والرحلات الخارجية. وعند تعليم اللغات الأجنبية، ينبغي تحفيز الطفل وتشجيعه وتوفير بيئة داعمة ومحفزة للتعلم. تقول سوزي ستايلز -باحثة في مجال علم اللغة النفسي والمناهج المعرفية لاكتساب اللغة-: "يتحمس الأطفال عند رؤية الآخرين يستخدمون لغتهم مع بعضهم البعض؛ مما يدفعهم عمومًا لاستخدام اللغات التي يرونها تُحدث الأثر الاجتماعي الأكبر". مما يعني أن تعلم الأطفال لأي لغة أجنبية جديدة يتطلب وجود دافع للتعلم، وليس مجرد التعرض للغة. شجع كل محاولات طفلك للتواصل بأي طريقة، سواء كان يستخدم الكلمات أو الإيماءات أو تعبيرات الوجه. أظهر له اهتمامك بمجهوده الحالي وتطوره.
من المهم خلق بيئة تعليمية مشجعة ونشطة في المنزل لتسهيل عملية تعلم لغة أجنبية لطفلك، وعليك توفير أكبر عدد ممكن من الأدوات، التي تثري مفردات الطفل اللغوية قدر الإمكان. توجد العديد من الطرائق الفعالة لتعليم اللغات الأجنبية للأطفال في المنزل، ومنها:
يمكن استخدام الألعاب التعليمية والألعاب الترفيهية لتحفيز الطفل وتعزيز تفاعله مع اللغة الأجنبية.
تعتبر القصص والكتب من الطرق الفعالة لتعليم اللغات الأجنبية للأطفال، حيث يمكن استخدام القصص المصورة والكتب المخصصة للأطفال لتعزيز فهمه واستخدامه لمفردات اللغة الأجنبية.
يمكن استخدام الأغاني وأفلام الكرتون أو العائلية المخصصة للأطفال باللغة الأجنبية لتشجيع الطفل على تعلم اللغة وتحفيزه وتطوير مهارات الاستماع والتحدث والفهم.
يمكن للأطفال الاشتراك في برامج تبادل اللغات مع أطفال آخرين من ناطقي اللغة الأجنبية، وذلك من خلال الانضمام إلى أندية اللغة أو المجموعات اللغوية المتاحة في المنطقة.
يجب أن يتم توظيف الطرق المناسبة والملائمة للأطفال والمتنوعة لتحقيق أفضل النتائج في تعليم اللغات الأجنبية للأطفال، ويجب تشجيع الأطفال وتحفيزهم وتوفير بيئة داعمة ومحفزة للتعلم. إذا لم يكن لدى الطفل ما يكفي من الوقت والتعرض للغة التي يريد تعلمها، فلن يتمكن من تحدثها بطلاقة، لذلك إضافة عدد كبير جدًا من اللغات دفعة واحدة، أنت تخاطر بعدم التعرض الكافي لكل منها. وأخيرًا يجب الاستمتاع بعملية تعلم اللغة الجديدة، والاستمتاع بتحقيق الأهداف الخاصة بطفلك وتطوير مهاراته اللغوية. ويجب أن يعتمد على الإيجابية والتفاؤل والثقة بالنفس، وأن يستمر في التعلم والتحسن بشكل مستمر ودائم.