التفاؤل هو الميل للنظر إلى الجانب الأفضل للأحداث وتوقع أفضل النتائج حتى وأن حدثت أمورًا عكسية، يعتبره الكثيرين بأنها وجهة نظر في الحياة والتي تُبقي الشخص إيجابيًا، ونقيض التفاؤل هو التشاؤم. وهو يسلط التركيز على السلبيّات بدلًا عن الإيجابيات. ودائمًا ما يُطرح سؤالًا شائعًا لمعرفة الشخص المُتفائل من الشخص المُتشائم، "هل نصف الكوب فارغ أم مُمتلئ؟" فيُقال - في هذه الحالة- أن المُتفائل يرى النصف المُمتلئ من الكوب في حين أن المُتشائم سيركز على النصف الفارغ منها، فيما معناه، أن المُتفائل قد اكتفى بالنصف المُمتلئ ولم يٌلقي بالًا للنصف الفارغ، بينما المُـشائم ركّز على النصف الفارغ حتى وإن وُجد نصفًا آخر مُمتلئ.
يُساهم التفاؤل بالشعور بالأمان والاطمئنان وإدراك الجانب المشرق للحياة والقوة على مواجهة التحديات والعوائق، بينما التشاؤم يُنفر الشخص من هذه المشاعر الإيجابية، ويجعله متربصًا للسلبيات وعرضةً للمشاكل. وما يلي بعضًا من النصائح لتساعدك على جعل طفلك شخصًا مُتفائلًا بالحياة.
إذا أردنا تربية أطفالًا مُتفائلين ومُقبلين على الحياة، فإن أول ما نحتاج إلى التأكد منه بأن نكون قدوةً حسنة لهم. سيبدأ الأطفال تدريجيًا باتباع نهج آبائهم وأمهاتهم والتطبع بجميع طِباعهم وتصرفاتهم، فاحرص على كونك قدوة حسنة لأطفالك، واظهر لهم الجانب المُتفائل من شخصيتك. الطفل المتفائل يحتاج قصصًا متفائلة، شاركه قصص واقعية، وداوم على عبارات تحفيزية مثل: "استطيع القيام بالأمر!" و "لن استسلم!" حتى يردد طفلك ما اعتاد على سماعه منك.
يتمتع الإنسان بالتفاؤل نحو الحياة بالفطرة، وأكثر ما يعكس هذا الأمر هو الإحاطة بأشخاصٍ سلبيين ومُتشائمين؛ فيصبحون عائقًا بين الشخص والتفاؤل. احرص على التعرف على أصدقاء طفلك واصطفائهم وابعاده عن من يجلبون له الطاقة السلبية.
للكلمات تأثير قوي، ويحتاج الطفل من فترةٍ إلى أخرى للشعور بنجاحه وبأن جميع جهوده مُقدرة. داوم على تشجيعه ورفع معنوياته ودعمه في تحقيق غاياته وتقديم الدعم العاطفي له، واحرص على تسجيل وتدوين إنجازات طفلك، مثل: عبارات الثناء والمدح المُكتسبة من مُعلميه في المدرسة، أو شهادات التقدير. حتى يستطيع الرجوع إليها عند شعوره بالضعف والسيطرة عليه قبل الاستسلام لهذه المشاعر السلبية.