أكد اختصاصيون أن انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة يعد من أهم المراحل الانتقالية في حياته، وترجع أهمية هذه المرحلة في العملية التربوية بتحقيقها أهم أهدافها وهو إعداد الإنسان السليم نفسيًا وصحيًا وعقليًا وخلقيًا واجتماعيًا ودينيًا، ولن يتحقق هذا الهدف بدون تعليم هادف من خلال مدرسة تسعى لتحقيقه وتجسيده واقعًا في نفوس الأطفال. وبانتهاء العطلة الصيفية وبداية العودة إلى المدرسة ينتهي وقت التسلية ويبدأ وقت الدراسة والمذاكرة. أن استعدادات العودة إلى المدرسة خطوة مهمة لبداية العام الدراسي الجديد، فيجب أن يسبقها تهيئة للعودة للنظام وللالتزام وتشكيل صورة ذهنية إيجابية عنها للطفل بعد مرحلة المرح حيث تكون تهيئته وتنظيم وقته وإعداد مستلزماته المدرسية بشكل تدريجي. فهل هل تفضل الأمهات العطلة؟ أم العودة إلى المدرسة؟ من خلال هذا المقال سنُجيبكِ على هذا التساؤل المُحير في نقاط موضحة فائدة كليهما وكيفية استغلال العطلة في مصلحة طفلك.
لا مناص أن المدرسة تعتبر الخيار الأكثر إلحاحًا للأمهات، نظرًا أن الأبناء يستغلون فيها كل وقتهم بما يعود عليهم بالنفع سواء أكان من ناحية الدراسة أو النشاطات. العودة إلى المدرسة بالنسبة للأمهات بعد عطلة صيفية طويلة يكون كطوق نجاة لأخذ قسطًا من الراحة على خلاف أنهم يبذلون جهدًا مهولًا مع الأبناء في الواجبات واستذكار الدروس، لكن يترك مجالًا لهم بالمكوث والراحة في البيت بمفردهم، أو التفرغ للعمل. على النظير الآخر هناك أمهات ترى العكس تمامًا؛ أن العطلة الصيفية هي النجاة بعينها من ضغوط الدراسة ومتطلباتها من امتحانات ومصروفات واستذكار والاستيقاظ باكرًا وغيرها. يخال البعض أن العطلة هي ملجأ الكسل والعادات السيئة للأبناء وضياع أوقاتهم، والعودة إلى المدرسة أو وقت الدراسة هو أسمى وقت لإعمال العقل وبناء الجسم من أنشطة رياضية أو ذهنية، لكن في حقيقة الأمر هذا الاعتقاد غير موفق بتاتًا. العطلة هي من أهم الفترات التي يمكن استغلالها في تعلم كل جديد بيسر واستمتاع وإضافة مهمة لشخصية ابنك أو ابنتك، و على وجه الخصوص تعلم اللغات واستكشاف المحيط الخارجي عن إطار المدرسة بشكل غير مألوف، من خلال النوادي التعليمية والمنصات والمؤسسات التي تبني طرقًا واستراتيجيات ممتعة في التعلم وتكوين الصداقات، هذا لا ينفي دور العودة إلى المدرسة فهي أساس الفائدة، والاعتماد عليها يلعب الدور الأكبر لكن يجب الاهتمام بكل وقت في حياتنا قدر المستطاع، على النقيض يمكن القول أن العودة للمدرسة تتطلب الهمة و النشاط سواء للتحصيل العلمي أو غيره.
العودة إلى المدرسة تعد مسؤولية غير هينة للأم، نظرًا أنها يمكن أن تسبب نوعًا من الإرهاق والازعاج لكلا الوالدين؛ وأعني بذلك الاستيقاظ باكرًا وإعداد الفطور والغداء بالإضافة إلى الواجبات المدرسية، ومتابعتها مع الأطفال الأصغر سنًا وبالأخص الأطفال الذين لديهم فرط حركة أو لا يحبون الكتابة، لذا ننصح باستخدام وسائل ممتعة في أداء الواجبات وتحفيزهم لها، وبالنسبة للروتين الصباحي احرصي على وضع كل شيء بمكان محدد من أحذية ووجبات الطعام والحقائب، حتى تتجنبي الفوضى والضغط عليك.
منهم من يقلق خصوصًا أطفال السنة الأولى من العودة إلى المدرسة و على الجانب الآخر يتحمس البعض للعودة إلى الصحبة والدراسة والاستمتاع باليوم بجميع تفاصيله من مغامرات المدرسة ومنافساتها الشيقة.
أثبتت الدراسات أن عقل الطفل يكون في أفضل استجاباته عند قضاء العطلة، فتعطي مجالًا للإبداع والابتكار بخيالهم. بل يتعدى هذا سرعة الاستجابة لتلقي المعلومات، و هذا يدفعنا للتفكير في كيفية عرض المعلومة بشكل سلس وبسيط مع إضافة المتعة للأطفال، و هذا ما اتجهت إليه أغلب المؤسسات في وقتنا الحالي، فالتعليم مسعى ومطلب لمن يحرص على التطلع للعلا.