خمس أفكار لتشجيع الأطفال على القراءة باللغة العربية

June 13, 2023
khms-afkar-ltshjyaa-alatfal-aal-alkra-ballgh-alaarby

يواجه العديد من الآباء والأمهات تحديًا كبيرًا تجاه التكنولوجيا، لمحاولاتهم المستمرة لتشجيع أطفالهم على الاستغناء عن الأجهزة اللوحية والموبايل في روتينهم اليومي. وتبدأ المحاولات بشتى أشكالها، من استخدام أنشطة تعليمية مُسلية أو تعليمهم هواية جديدة. وأكثر ما يُميز الأطفال هو خيالهم الواسع وحُبهم لخوض المغامرات واستكشاف الجديد دومًا، ستساعدكِ هواية القراءة في تحفيز خيالهم الخصب في الاتجاه الصحيح وبنفس الوقت سيُتقن طفلك العديد من المهارات، مثل تنمية القدرة على الكلام، وإثراء قاموسه اللغوي، وبناء المفردات، وتكوين الجمل، وكذلك تحسين مهارات التركيز والتفكير التحليلي، وتعزيز الوعي العام الخاص به. ومن خلال هذا المقال سنساعدكِ في تشجيع طفلك على القراءة باللغة العربية من خلال خمس أفكار مميزة! 

كيف أشجع طفلي على القراءة؟

يختلف تفاعل الأطفال مع القراءة والكتب، فمنهم من لديه حب بالفطرة للقراءة، ومنهم من بحاجة إلى تحفيز ليُحب هذه الهواية. وأكثر ما سيساعدكِ في تحقيق هذا الأمر هو اتباع أفكار جديدة وأساليب متنوعة مما قد تجذب طفلك للقراءة وتعزز دافع الاستمتاع له. سنشاركك خمس أفكار إبداعية لتشجيع طفلك على القراءة.

  • تنسيق مكتبة خاصة للطفل

يُنصح باختيار مكان ظاهر في البيت حتى يراه الطفل باستمرار عندما يجوب البيت، ووضع مكتبة ذات تصميم مُلفت وألوان جذابة مُناسبة لعُمر الطفل حتى تلفت انتباهه، مع مراعاة وضع كرسي وإضاءة مُناسبة للمكان ووجود مساحات إضافية في المكتبة ليتمكن الطفل من إضافة كتب من اختياره أو تزيينها بدمى صغيرة. شاركي طفلك واعملي برأيه دومًا حتى يعتاد على المكتبة ويُحب القراءة. 

  • زيارة المكتبات العامة

أكثر ما يُحفز الأطفال هو رؤية غيره يفعل نفس الفعل، خاصةً إذا كان طفلًا في عمره، وزيارة المكتبات العامة هي من أفضل الأفكار ليُحب طفلك القراءة، فتتميز المكتبات المحلية بتنوع الكتب والهدوء، ووجود ميزة اقتناء الكتب واستبدالها. سيتعلم طفلك من هذه الزيارة العديد من الدروس الحياتية وتطوير شخصيته؛ كاحترام المواعيد، واسترجاع الأمانة، والالتزام بالهدوء والسكينة، والمحافظة على ملكية غيره.

  • القدوة الحسنة

يقتدي الطفل بمن حوله منذ الصِغر، وأول من يحتذي به هما والديه، فيجب أن يكونا نموذجًا جيدًا للطفل. ومن هنا يمكنكِ تشجيع طفلك للقراءة، بمشاركته في وقت القراءة، وتنظيم وقت خاص لهذه الهواية وإظهار أهميتها عن طريق المداومة عليها يوميًا. يُمكنكِ أيضًا تشجيع طفلك على القراءة وجعلها جزءًا أساسيًا في روتينه اليومي؛ كقراءة لائحة الطعام، وأسماء الأفلام، ونشرة الأخبار، وعناوين الصُحف أو المجلات.

  • المشاركة والحوار

تؤثر طريقة تعاملك مع طفلك وقت ممارسة القراءة تأثيرًا كبيرًا، حيث المشاركة والتحدث عما يقرأه طفلك هي من أفضل الأساليب المُقترحة لتحفيزه. يُنصح بسؤال طفلك عن أي كتاب سيقرأه اليوم، وبعد انتهائه من القراءة، تناقشا حول ما جاء في الكتاب، وما الجزء المُفضل له، وأكثر شخصية نالت إعجابه.

  • تحقيق الخيال

يتمتع الأطفال بالخيال الخصب بالفطرة، فما رأيكِ بأن تحققي خيالات طفلك قدر المُستطاع، بأن تجلبي الكتب إلى الحياة. على سبيل المثال، إذا قرأ طفلك عن الفضاء ومجراته أو الكواكب أو النجوم وأراد رؤيتهم جميعًا، فستكون القبة السماوية وسيلة رائعة لتحقيق حلمه. أو إذا كان طفلك شغوفًا بالبحار والمحيطات وأنواع الأسماك وألوانها، فحوض الأسماك العام (الأكواريوم) حلًا مثاليًا لطلبه.

مراحل القراءة للأطفال

نختصر لك بعض المراحل التي قد تلاحظيها مع تطور مهارات القراءة لدى طفلك:

منذ الولادة حتى 18 شهرًا

  • تقليد الأصوات و بعض الكلمات.
  • فهم بعض العبارات البسيطة.
  • تقليب صفحات الكتب والتمعن في الصور.

من 18 شهرًا حتى ثلاث سنوات

  • عند بلوغ الطفل عامين من عمره، سيتمكن من نطق حوالي 250 كلمة إلى 350 كلمة، وعند إتمامه لثلاث سنوات سينطق حوالي 800 كلمة إلى 1000 كلمة.
  • تعزيز مهارة الاستماع، وسيكرر عبارات من كتاب مُفضَّل له.
  • تقليد الأصوات، وتكرار المفردات المسموعة.
  • طلب سرد القصص له (من خلال الكتب).

من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات

  • إدراك أصوات الحروف وأشكالها، ومحاولة كتابتها.
  • حمل الكتب بشكل صحيح، وكذلك تقليب الصفحات.
  • استخدام جُملًا كاملة.
  • تعزيز مهارة التعبير.

يمكنك تعليم طفلك على التعود على هواية القراءة منذ الصِغر، حتى قبل أن يبدأ طفلك بالكلام، فكلما بدأتِ مُبكرًا من سن صغير كلما كان ذلك أفضل له. ولا شك في أهمية القراءة للأطفال كمصدر من المصادر الأساسية للتعلم والمعرفة، فضلًا عن دورها في تعزيز نموهم التربوي والثقافي، وتنمية مهاراتهم العقلية والإدراكية. حيث تساعدهم القراءة أيضًا في فهم المشاعر والأحاسيس الإنسانية  مما يُساعدهم في التعبير عن أنفسهم والتعامل مع الآخرين وتعزيز الثقة وتقوية الشخصية. 

ودائمًا ما نشجع على أهمية تسليط الضوء والاهتمام بالأطفال منذ الصِغر، فالأطفال يتطبعون بطِباع آبائهم وأمهاتهم سريعًا. والقراءة مُناسبة لجميع الأعمار، إذ أن فوائد القراءة لا تقتصر على مرحلة عمرية دون أخرى. حتى في العطلات أو خلال الموسم الدراسي، يجب أن يداوم طفلك على القراءة وتحفيز مهاراته باستمرار، حتى وإن كانت قصص قصيرة، فالقراءة لا تقتصر على الكتب الأكاديمية، لأن كلما تقدّم عُمر الطفل ستتطور اختياراته للكتب في مجالات مختلفة ومتنوعة، فكلما تطورت اختياراته زادت معرفته وقوة شخصيته.