يمكن للآباء والأمهات تحويل دراسة وتعليم أطفالهم من روتين يومي تقليدي إلى اتجاه آخر مُمتع مليء بالحيوية من خلال عدّة أمور، من أهمها: اختيار الوسائل والأساليب التعليمية الجذابة للطفل والمُناسبة لعُمره، واستمرارية تجديد هذه الوسائل، ومشاركة الطفل في كل ما يتعلمه وأثناء رحلة تعلمه. وفي هذا المقال إليك كيفية تعليم طفلك الاتجاهات ونشاركك بعض الأنشطة المُمتعة.
يُنصح بتعليم طفلك الاتجاهات: (يسار، يمين، أمام، خلف، فوق، تحت) باستخدام أشياء من الحياة اليومية مثل: “إن كرتك موجودة بجانب قدمك اليمنى”، بدلًا من قولك: “إن كرتك بجانبك”. إن تعليم طفلك الاتجاهات تتطلب وقت ودقة، فبالتالي يتعين عليك معرفة كيفية تعليم عن الاتجاهات بصورة صحيحة كي لا يختلط على طفلك الأمر. العب مع طفلك ألعابًا فيها أجزاء الجسد، معظم مهارات الحركة تبدأ مع الطفل نفسه، ثم ينتقل بعدها للبيئة المحيطة به. بمعنى آخر، عندما ترشد طفلك للتحرك عبر الغرفة، فإنك ستشير إلى موقعه هو أولًا (تحرك إلى الأمام، التفت يسارًا، انظر فوق الطاولة) ثم أخبره عن أماكن الأشياء وعلاقتها بجسده (يقع الباب على يمينك). تجنب قول “الباب هناك”. إن ربط الاتجاهات مع أجزاء الجسد أمر أساسي لمساعدة طفلك لإتقان جميع الاتجاهات ومهارات الحركة.
تلعب الأصوات أيضًا دورًا مُهمًا للغاية في تعليم الأطفال الاتجاهات ومهارات الحركة، علّم طفلك الانصات إلى أصوات السيارات في الشارع، أو الأصوات الصادرة من غرفة الجلوس، أو صوت حركة عقارب ودقات الساعة. اعمل دائمًا على لفت انتباه طفلك إلى الأصوات المميزة في منزلك والمدرسة والحي السكني. ركّز أكثر على الأصوات التي ستُساعد طفلك على الحركة عندما يكبر، مثل إشارات المرور في الشارع، أو أصوات أبواق السيارات. علّمه أيضًا الأصوات الخطيرة التي يجب عليه تفاديها، مثل نباح الكلب الشديد، أو الشاحنات.
إذا كان طفلك يمتلك قدرة بصرية قليلة، فاستغل قدرته البصرية هذه عند الحديث عن الاتجاهات. أشر إلى أن النافذة المفتوحة على اليمين، أو تلاعب بضوء المصباح اليدوي ودع طفلك يصطاد بقعة الضوء أو حتى يشير إلى اتجاهها. إن تمكن طفلك من تحديد مكان النوافذ والأبواب، وإيجاد مصادر الضوء، أو رؤية الممرات المضيئة، ستساعده بشكل كبير عندما يبدأ الحركة بمفرده.
غالبًا ما يتجاوب الأطفال مع الألعاب، إليك مجموعة من الأنشطة المُسلية لتعليم طفلك الاتجاهات ومهارات الحركة:
رمي مكعبات اللعب والاستماع إلى صوت واتجاه سقوطها. على سبيل المثال، اجعل طفلك يجلس في غرفة الجلوس وأغمض عينيه ثم ضع أمامه صندوق مليء بالمكعبات ثم ارمي المكعبات في مختلف الاتجاهات، تارةً ارمي المُكعبات خلفه وتارةً أمامه ومن ثم عن يمينه وبعدها عن يساره، واسأله بعد كل اتجاه "أين اتجهت المُكعبات؟" أو "حدد موقعها!" هذا سيساعد طفلك على تعلم الإنصات جيدًا وتقوية هذه المهارة مع ربطها بالاتجاهات وتحديد الأشياء في مواقعها المختلفة.
يُحب الأطفال الرسم والتلوين فاستغل هذه الميزة لتعليم طفلك من خلالها، على سبيل المثال، ارسم لطفلك زهرتين بألوان مُختلفة ثم ارسم فراشة بجانب الزهرة الأولى وفراشة أخرى فوق الزهرة الثانية، واسأل طفل ما موقع كُلًا من الفراشتين ودعُه يلونهما، ثم اجعل طفلك يُردد موقع الفراشتين مع ألوانها حتى ترسخ تمامًا في ذهنه.
ممارسة الرياضة أو التحرك بشكل عام قد يُساعد طفلك على إتقان مهارات عديدة، فهي من شأنها تنمية قدرة الطفل الجسديّة والعقليّة والاجتماعية. مثلًا، قُم بتشغيل مقطع موسيقي أو فيديو خاص بالأطفال، مع تأدية بعض الحركات الإلزامية كـ "تحرك إلى الأمام" ثم "اقفز قفزتين" ثم "ارجع إلى الخلف" وبعدها "استدر يمينًا ثم يسارًا" وتكرارها لطفلك بحركات وأوامر جديدة كل مرة.