صعوبات تعلم اللغة العربية للأطفال

August 03, 2021
mshklat-taalm-allgh-alaarby-lghyr-alnatkyn-bha

ما هي صعوبات تعلم اللغة العربية عند الأطفال؟

تختلف وتتشابه قوائم أصعب اللغات في العالم، فقد نجد أن اللغة الصينية تتربع على ذروة هرم القائمة أحيانًا، وفي قائمة أخرى نجد اليابانية، أو قد تتصدر اللغة الهنغارية قائمة أخرى. لكن مما لا شك فيه أن اللغة العربية تندرج ضمن قوائم أصعب لغات العالم دائمًا، ومن هنا لابد أن يواجه المتعلم بعض الصعوبات أثناء تلقي دروس اللغة العربية.

لكن ماذا نعني حقًا بأن لغةً ما صعبة؟ يتحدث اللغة الصينية 1.2  مليار شخص، ويتحدث اللغة اليابانية 122 مليون شخص، ونحو 221 مليون شخص يتحدث اللغة العربية من بينهم الأطفال. فالمسألة أشبه بتعلم النسج على النول، توجد قواعد أساسية، لكن التقنيات تختلف، فإن أردت تعلم نسج السجاد التركي، فيجب أن تتعلم القطبة التركية، وإن رغبت في نسج السجاد الإيراني فيجب أن تتقن القطبة الإيرانية، لكن نسج السلال والحصير يحتاج إلى تعلم تقنيات خاصة. كذلك هي اللغات، متفردة وذات خصوصية.

ومع ذلك، يواجه الكبار والصغار صعوبات في تعلم لغة جديدة، أما صعوبات تعلم اللغة العربية أونلاين عند الأطفال قد تترافق مع الشعور بالإحباط، أو الميل إلى الكسل والإهمال، أو التهرب والشعور بالتعب والإجهاد، خاصة في مرحلة الكتابة، لكن ماذا عن صعوبات القراءة والقواعد؟ لمعرفة الصعوبات الشائعة التي قد يقابلها طفلك في أثناء تعلم دروس اللغة العربية ننصحك بقراءة المقال حتى نهايته. 

صعوبات الكتابة في اللغة العربية 

إن الكتابة هي مهارة مكتسبة ونشاط ذهني قائم على التفكير. ولإنتاج نص مكتوب يحتاج الطفل إلى جهد كبير، ذلك أن الكتابة تستوجب التعبير الكتابي والتهجئة والكتابة اليدوية. وبادئ ذي بدء على الطفل أن يعتاد كتابة الحروف من اليمين إلى اليسار، والأرقام من اليسار إلى اليمين. قد يكون الأمر مربكًا في بداية التعلم، لكن مع الممارسة يستطيع إتقانها على نحو مثالي.

صحيح أن الأبجدية العربية جذابة وجميلة لكن تعلمها يحتاج إلى المثابرة، إذ تتألف الأبجدية العربية من 28 حرفًا، وتتغير أشكال هذه الحروف وفقًا لموقعها من الكلمة؛ بدايتها أو وسطها أو نهايتها. كذلك تختلف قراءة الأرقام، ففي الإنجليزية نبدأ بقراءة العشرات أولاً ثم الآحاد ثانيًا، كما في الرقم 35 (Thirty five). بينما في العربية نبدأ بالقراءة من الآحاد فالعشرات (خمسة وثلاثون).

أما صعوبات تعلم اللغة العربية المتعلقة بالكتابة عند الأطفال، هي:

  • صعوبة التعرف على الأشكال المختلفة للحروف.
  • الخلط بين الحروف المتشابهة مثل الغين (غ) والفاء (ف).
  • حذف بعض الحروف، كأن يكتب عمر بدلًا من عامر.
  • زيادة بعض الحروف بالمد، مثل: سامير بدلًا من سمير.
  •  إهمال وضع النقاط على الحروف.
  • صعوبة الكتابة على خط مستقيم.
  • رسم الحروف رسمًا غير صحيح.

اقرأ أيضًا: كم أحتاج من الوقت لتعليم طفلي اللغة العربية؟

الصعوبات الصوتية (النطق) 

تختلف صعوبة نطق بعض الأصوات باللغة العربية تبعًا للغة الأولى للمتعلم. فعلى سبيل المثال لا يوجد حرف الخاء باللغة الإنجليزية، لكنه موجود باللغة الإسبانية. تحتاج التهجئة باللغة العربية إلى التدريب والممارسة، مثل حرف العين (ع) وهو حرف حلقي يخرج من وسط الحلق، وحرف القاف (ق) الذي يخرج من أقصى اللسان وأقرب إلى الحلق، بينما حرف الضاد (ض) وهو حرف لساني يخرج صوته من حافة اللسان مع ما يحاذيها من الأضراس العليا.

يستطيع أستاذٌ جيد تدريب الطفل على نطق مخارج الحروف جيدًا. في المقابل لا تنسِ أن الكثيرين من الناطقين باللغة العربية غير قادرين على نطق بعض الحروف باللغة الإنجليزية نطقًا سليمًا مثل حرف (V) وحرف (P). بالإضافة إلى أن تعلم النطق على نحو سليم يساعد في تفادي بعض المواقف المحرجة كقول كلب بدلًا من قلب، أو هبل بدلًا من حبل.

قد تُستبدل بعض الأصوات الأصلية بأصوات أخرى بديلة أو قد يستبدل الطفل بعض الحروف الثقيلة بحروف أخف مثل:

الأصوات الأصلية

الأصوات البديلة

ذ

ز

د

ت

ث

س

ق

ك

الأصوات الثقيلة

الأصوات الخفيفة

ط

ت، مثال: تين بدلًا من طين

ض

د، مثال: درب بدلًا من ضرب

ع

أ، أرب بدلًا من عرب

ص

س، مثال: سبر بدلًا من صبر

ح

ه، مثال: هبل بدلًا من حبل

أما صعوبات تعلم اللغة العربية المتعلقة بالنطق عند الأطفال، هي:

  • صعوبة الانتقال بسلاسة من أحد الأصوات إلى غيرها.
  • صعوبة إصدار الأصوات من خلال تحريك الشفتين أو اللسان.
  • استخدام الشدَّة في غير موضعها.
  •  التريث أو التوقف بين المقاطع الصوتية.
  • إبدال صوت مكان صوت آخر.

الصعوبات النحوية 

لعلَّ أشد الصعوبات التي تواجه الراغبون في تعلم لغة جديدة، ولا سيما اللغة العربية، هي القواعد. وعند الحديث عن قواعد اللغة العربية يشعر المرء بأنها بحر لا يحده برٌ أو شاطئ. فهناك الجمل الاسمية والفعلية وشبه الجملة، وتصاريف الأفعال العديدة، والمنصوبات والمرفوعات والمجرورات من الأسماء، والأساليب المختلفة، والممنوع من الصرف وغير ذلك الكثير.

تنقسم الأفعال في اللغة العربية حسب زمن وقوع الفعل إلى ثلاثة أنواع، وهي: الفعل الماضي والفعل المضارع والفعل الأمر. ولكل زمن تصريف خاص به حسب الضمير المسند إليه. فمثلاً نقول في الفعل الماضي:

  • أنا أَكَلْتُ، أنتِ أَكَلْتِ، أنتَ أَكَلْتَ، أنتما أَكَلْتُمَا، أنتم أَكَلْتُمْ، أنتن أَكَلْتُنَّ، نحن أَكَلْنَا.

بينما في الفعل المضارع نقول:

  • أنا آكُلُ، أنتِ تَأْكُلِينَ، أنتَ تَأْكُلُ، أنتما تَأْكُلَانِ، أنتم تَأْكُلُونَ، أنتن تَأْكُلْنَ، نحن نَأْكُلُ.

وفي فعل الأمر، نقول:

  • أنتِ كُلِي، أنتَ كُلْ، أنتن كُلْنَ، أنتم كُلُوا، أنتما كُلَا.

قد تبدو الأمور عسيرة، لكن قواعد اللغة العربية تستند إلى قواعد دقيقة ومنتظمة للغاية، ومع حفظ الأنماط الأساسية للتصريف، يسهل تصريف معظم الأفعال تلقائيًا.

أما صعوبات تعلم اللغة العربية المتعلقة بالنحو عند الأطفال، هي:

  • عدم التطابق في التعريف والتعريف، مثل: رأيت القطة بيضاء، بدلاً من رأيت القطة البيضاء.
  • عدم التطابق في التنكير والتنكير، مثل: شربت شاي الساخن، بدلًا من شربت شايًا ساخنًا.
  • تقديم المضاف إليه على المضاف، مثل: دار الباب عوضًا عن باب الدار.
  • تقديم الخبر على المبتدأ، مثل: مجتهدٌ أحمدٌ، بدلًا من أحمدٌ مجتهدٌ.
  • تقديم المفعول به على الفاعل، مثل: أكل تفاحة خالد.

الاختلاف بين اللغة الفصحى واللهجة

لن يفضي تعلم اللغة العربية الفصحى بالضرورة إلى التواصل والحديث بطلاقة مع متحدث محلي باللغة العربية. وهذا العائق سببه اللهجة المحلية، فكما هو معلوم لكل بلد عربي لهجته المحلية الخاصة به. ففي بعض الأحيان تكون اللهجات متقاربة، وفي أحيان أخرى متباعدة. فمثلًا يستطيع السوري فهم اللهجة اللبنانية، والمصرية، وإلى حد مقبول الخليجية. لكنه لن يستطيع فهم المتحدث باللغة المغربية أو التونسية، والعكس صحيح. إذًا ما الحل؟

في البداية لا بد للمتعلم من إتقان اللغة العربية الفصحى الحديثة، ثم التوجه لتعلم وممارسة اللهجة العامية، كي يتمكن الطفل من التواصل مع أقرانه المتحدثين باللغة العربية، مما يسهل عليه الاندماج في المجتمع والثقافة العربية بمرور الوقت، فضلًا عن الشعور بالتآلف والانتماء وفهم الآخر.

قد يبدو تعلم اللغة العربية الفصحى واللهجة المحلية عقبة أخرى حقيقية، لكن الموضوع ليس بهذا التعقيد، تستطيعين مساعدة طفلك ومساندته خلال عملية التعلم، وتشجيعه المستمر، والتحدث باللهجة المحلية في المنزل، وتشغيل التلفاز على القنوات العربية المحلية على سبيل المثال لا الحصر. بالإضافة إلى ذلك، معظم اللهجات العربية المحلية قائمة على اللغة الفصحى، لذلك لا تُعد اللهجة لغة أخرى بحد ذاتها.

خاطرة أخيرة

تُوجد العوائق لنتجاوزها، وتوجد الصعوبات لتذليلها والتغلب عليها. لا متعة في النجاح والتفوق دون عمل وجهد ومثابرة. لم نسرد صعوبات تعلم اللغة العربية أعلاه، إلا بهدف التعرُّف إلى بعض العوائق التي يمكن أن يقابلها طفلك في أثناء عملية تعلم اللغة العربية، فعند تحليل ومعرفة الصعوبات يمكن إيجاد الحلول.

ذات مرة، وفي أحد اجتماعات أولياء الأمور طلُب منَّا، نحن الأمهات، رسم وردة، أي وردة على ورقة بيضاء. فكانت النتيجة أن ثلاثين والدة رسمن ثلاثين وردة مختلفة. كذلك هم الأطفال يختلفون عن بعضهم البعض، وإن بدوا متشابهين. فكل طفل يختلف عن الآخر باهتماماته وقدراته وإدراكه ومواهبه.