تنمو وتنتشر اللغة العربية في العالم انتشارًا واسعًا، فهي اللغة الرسمية الأولى في 22 دولة عربية ذات سيادة. ويتحدث بها ما يربو 470 مليون شخص. فضلًا عن أن اللغة العربية وتحديدًا اللغة العربية الفصحى هي لغة دين الإسلام، الذي يعتنقه نحو مليار ونصف المليار مسلم، ويؤدون بها عباداتهم الدينية. من جانب آخر تنظر الأمم المتحدة إلى أن اللغة العربية بوابةٌ إلى التراث العربي الثقافي الثري والمتنوع، وبها يتحقق أواصر التعاون بين الشعوب وإحلال السلم والسلام، لذلك ارتأت المنظمة إلى أن تغدو اللغة العربية إحدى لغاتها الرسمية المعتمدة في عام 1973.
لا ريب إذن أن للغة العربية أهمية عالمية ومحلية، فقد خُصصت لها أقسام لتدريسها في الجامعات الأمريكية والأوروبية والصينية وروسيا الاتحادية على سبيل المثال لا الحصر. ومع أن للغة العربية ثلاثة أشكال أساسية وهي اللغة الفصحى الكلاسيكية، واللغة الفصحى الحديثة، واللغات العامية، إلا أن اللغة الفصحى الحديثة هي اللغة المتداولة على الصعيد الرسمي وعلى منابر التدريس والتعليم. ومع تطور الأدوات التقنية والأساليب الفنية أصبح تعلم اللغة العربية الفصحى وحتى اللهجات العامية على تنوعها رائجًا في العالم الرقمي. إذ يمكن تعلم اللغة العربية إلكترونيًا وحضور دروس اللغة العربية أونلاين. فالتطور الرقمي اليوم يتيح سهولة التواصل مع الأستاذة، والتفاعل معهم. ومع استخدام الوسائل الذكية والمبهجة أصبح تعلم اللغة العربية أسهل وأمتع من أي وقت مضى.
تتعدد أشكال اللغة العربية إلى اللغة القرآنية أو ما يعرف باللغة الفصحى الكلاسيكية، واللغة العربية الحديثة وهي اللغة الرسمية، واللهجة المحكية أو اللغة العامية.
اللغة القرآنية أو الشكل القرآني للغة العربية هي لغة القرآن، الكتاب المقدس عند المسلمين واللغة التي تُؤدى بها الشعائر الدينية. إن هذه اللغة قديمة للغاية إذ يعود تاريخها إلى ما يقرب 600 ميلادي، ومع ذلك لا يزال المسلمون حريصون على تعلم اللغة القرآنية لممارسة عباداتهم كتلاوة القرآن الكريم وأداء الصلاة. ولا يستخدم الناس هذه اللغة في حياتهم العادية، أو في محادثاتهم اليومية، أو في كتاباتهم الرسمية وغير الرسمية. اللغة العربية الفصحى الحديثة هي اللغة الرسمية في العديد من الدول العربية، والمستخدمة في مراسلات الدوائر الحكومية، وفي التعليم والمدارس وكتابة الأعمال الأدبية. وهي لغة الإعلام المرئي والصوتي كالإذاعة والتلفزيون ولغة الجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية. وحتى الطلاب الأجانب يتلقون دروس اللغة العربية أونلاين بهذه اللغة، وباستخدام الوسائط المختلفة والمتنوعة. أما لغة المحادثات اليومية فهي اللغة العربية العامية، وتختلف هذه اللغة من دولة إلى أخرى، كما يتميز كل بلد عربي بلهجته الخاصة. وتُعد اللهجة المصرية لغة معيارية كونها مفهومة من قبل طيفٍ كبير من الناس.
اللغة العربية الفصحى الحديثة أحد أشكال اللغة العربية، وهي لغة تطورت وقامت على أسس اللغة الفصحى الكلاسيكية أي لغة القرآن الكريم والأدب الإسلامي المبكر.
تتميز اللغة العربية الفصحى الحديثة بأنها إحدى اللغات الرسمية الست في الأمم المتحدة، ولغة رسمية أو لغة رسمية مشاركة للعديد من الدول العربية في آسيا وشمال أفريقيا خاصةً. إنها الجسر الذي يسمح لهذه الدول والشعوب بالتواصل، وتستخدم على المنابر السياسية والخطابية، وفي المراسلات الرسمية والمحاضرات. كما تستخدم على نطاق واسع في التلفاز والإذاعة والصحف والأدب، والخطب الدينية، ووسائل الإعلام الخاصة بالأطفال.
أما على الصعيد الشعبي، فتختلف مستويات إتقان اللغة العربية الفصحى الحديثة قراءة وكتابة. فغالبًا ما يبرع المتعلمون بها ويتقنونها، أما غير المتعلمين فقد يفهمونها نوعًا ما، لكن يصعب أو يكاد يستحيل الكتابة بها. فاللغة الفصحى الحديثة يتعلمها الطلاب في المدارس والجامعات والمعاهد، يكتبون ويقرؤون بها. وبذلك يُعد تعلم اللغة الفصحى الحديثة خيارًا صائبًا للبدء في عملية تعلم اللغة العربية. بها يَتسنَّى للمرء مواكبة الأحداث الجارية والأخبار الحية، والتعرف على الثقافة العربية القديمة والمعاصرة. كما يَسهل تعلم اللغة العربية الفصحى الحديثة لوجود كم كبير من الكتب والوسائل المتعددة بهذه اللغة، فضلًا عن الدروس التعليمية أونلاين.
من مزايا تعلم اللغة الفصحى الحديثة أيضًا أنها مدخلٌ إلى اللغة العربية العامية. إذ تساعد في تعلم القواعد النحوية والصوتية اللازمة لأي لهجة محكية. وبها يمكن التواصل مع الآخرين لقضاء الحاجات في أي بلد عربي في العالم، وبغض النظر عن اللهجة العامية المحكية.
لا تنشأ اللهجات في ليلة وضحاها، بل تتطور تدريجيًا كحركات اجتماعية عفوية متأثرة بنمط الحياة، وبعوامل تاريخية وجغرافية وحضارية. ينشأ الاختلاف والتباعد بين اللهجات حتى ضمن البلد الواحد نتيجة التأثر بعوامل نفسية وجَمْعية وقومية وعرقية. وفي بعض الأحيان قد يطرأ تغيير سريع على اللغة نتيجة أسباب سياسية تتعلق بالاحتلال والهجرة.
اللغة العربية هي لغة رسمية في 22 دولة، فتَخيلْ عدد اللهجات العربية الموجودة! يوجد في مصر لوحدها ووفقًا لموقع إثنولوج نحو 16 لهجة عربية في مصر. بينما تشير الإحصاءات إلى وجود 7 لهجات أساسية في سورية، و23 لهجة في السعودية، كذلك ينطبق الأمر على بقية الدولة العربية الأخرى. فاللغة في البلد الواحد تتفرع إلى عدة لهجات، وهذه اللهجات تربطها ظواهر لغوية تجعل من اتصال الأفراد يسيرًا بالرغم من بيئاتهم المختلفة. ويتضح هذا الاختلاف بين البيئة الحضرية والبيئة البدوية، فمثلًا يميل البدوي إلى استخدام أصوات لثوية مثل (ث، ذ، ظ) أما الحضري فيستبدلها بحروف عربية أخف مثل (ت، د، ض).
أما السؤال الذي يطرح نفسه هنا، أي لهجة عربية ستختار لتعليم طفلك؟ بالتأكيد يفضل أن تختار اللهجة العامية المحكية داخل المنزل وفي البلد الأم، حتى يستطيع الطفل التكلم والتدرب على المحادثة مع والديه وأقربائه. يمكن البدء بعملية التعلم دون عوائق زمنية أو مكانية من خلال دروس تعليمية أونلاين.
اللغة العربية العامية هي أحد أشكال اللغة العربية غير الرسمية، التي يتحدث بها مجموعة من الأفراد في بيئة جغرافية معينة. وتتفرد بخصائص نحوية وصرفية وصوتية ودلالية تميزها عن اللهجات المحكية الأخرى، بشرط أن تبقى هذه الخصائص محدودة، ولا تجعلها غريبة كليًا عن اللهجات العربية الأخرى بحيث يصعب فهمها. وإلا استقلت بذاتها وأصبحت لغة قائمة لوحدها، كما حدث للغة الإيطالية والإسبانية والفرنسية التي تفرعت عن اللغة اللاتينية المندثرة.
تختلف اللغة العربية العامية عن اللغة الفصحى، وبالرغم من ذلك لا تزال تستند إلى حد بعيد على ركائزها، وتستعير كمًا هائلًا من مفرداتها، وتعتمد عليها لنقل المعاني. كذلك تلعب قواعد اللغة العربية الفصحى حتى اليوم دورًا مهمًا في طريقة نطق المفردات من جهة، وترتيب الكلمات في تراكيب الجمل من جهة أخرى. فمثلًا: "باب، مفتاح، تفاحة، مطر، بحر، أرض" مفردات نستخدمها في اللغة الفصحى والعامية معًا. كذلك أيضًا نقول "رَاحَ أحمدُ"، فهي جملة صحيحة من حيث التركيب والترتيب والمعنى في العامية والفصحى على حدٍ سواء.
تحديدًا، من هنا تنبع ضرورة تعلم اللغة العربية الفصحى أولًا، وثم اللغة العامية. تستطيعين اختيار اللغة العامية التي ترغبين في تعليمها وإتقانها لطفلك، فمن خلال حضور دروس اللغة العربية العامية، وباستخدام أفضل الوسائط والتقنيات الحديثة يمكن التعامل مع مواقف الحياة اليومية لتلبية الحاجات الضرورية، والتواصل مع الآخرين بهدف التعرف على الثقافة العربية وعادات الشعوب وتقاليدها ضمن بيئتها الخاصة.