تشمل الموسيقى العربية على العديد من الأنماط والأنواع التي تتراوح ما بين موسيقى كلاسيكية وشعبية وغيرها، كما حازت الموسيقى العربية تاريخًا عريقًا من التطور والتفاعل مع الحضارات المتنوعة. وظهر تأثُّرها بالعديد من حضارات وثقافات الشعوب المختلفة كاليونانية والتركية والمصرية القديمة وغيرها الكثير. أكمل المقال لتتعرّف على أكثر الموشحات شهرةً وكلماتها ذا السحر البديع.
كلمة "مُوَشَّح" في اللغة مشتقة من الوشاح، وهو ما تتزين به النساء في رقبتها كالمجوهرات، وقد استخدم هذا الوصف للموشحات الأندلسية؛ لما فيها من زخرفٍ وجمال، على شكلٍ واحدٍ في القافية والوزن.
يعتبر مُوَشَّح "لمَّا بدا يَتثنّى" هو الأشهر على الأطلاق من الموشحات الأندلسية، وتغنى بهِ الكثيرون وواكب قديم الحضارات وجديدها. وهذا المُوَشَّح من مقام «نهاوند»، وأول من لحّنه وغنَّاه المُغني المصري "سيد الصفتي" عام 1910, والمغني اللبناني "مُحي الدين بعيون" عام 1920 والمغنية اللبنانية "نُور الهُدى" والمغنية السورية "ماري جبران" ثم "فيروز" والمصري "الشيخ أمام" والسوري "صباح فخري" ومؤخرًا المغنية السورية "لينا شاماميان" والجزائرية "سُعاد ماسي" وغيرهم الكثيرون. حوَّل عبد الرحيم المسلوب مُوَشَّح "لمَّا بدا يَتثنّى" من القواعد العثمانية إلى القواعد المصرية. وعرى المُوَشَّح من الألفاظ غير العربية. وقد تم تسجيل المُوَشَّح لأول مرة من قِبَل "سيد الصفتي". وأضاف المسلوب لفظ "آمان" بدل لفظة " يا ليل"، مما أعطاه جمالًا إضافيًا. لنستمع معًا للمُوَشَّح!
لمَّا بدا يَتثنّى ... لمَّا بدا يَتثنّى
أمرٌ ما بلحظة اسرنا
حُبي جَمالهُ فتنّا
غُصنٌ ثنى حينَ مال
وعدي ويَا حِيرتي
في الحُبِ من لَوعتي
من لي رَحيمُ شكوتي
إلا مليكُ الجَمال
(آمان..آمان)
وعلى الرغم من قِصر المُوَشَّح ومحدودية أبياته إلا أنه يعتبر من الروائع الخالدة، فهي تكثيف نادر لمشاعر جيّاشة ووصف آسر لجمال الشخصية المقصودة.