السهل العشبي أو كما يُعرف بالسافانا، تعود كلمة "السافانا" إلى أصل أسباني، تعني الأعشاب والحشائش. والسافانا نوع من أنواع السهول الأرضية وهي تمتاز بعشبها الأصفر المائل للبني، وتتميز بالأعشاب والأشجار الصغيرة أو المتفرقة التي لا تشكل مظلة مغلقة؛ مما يسمح لأشعة الشمس بالوصول إلى الأرض. تقع السافانا على شمال أو جنوب خط الاستواء، ومن الدول الموجودة فيها الغابات، السودان، تشاد، النيجر، مالي، مناطق قليلة من موريتانيا، السنغال والمناطق التي حولها من غينيا، وغينيا بيساو، وغامبيا، وبنين. السافانا لا تقتصر على إفريقيا وحدها، فهي موجودة في الهند وأستراليا، وأمريكا الجنوبية. ويختلف مناخ وحيوانات غابات السافانا اختلافًا بسيطًا باختلاف منطقة هذه الغابات فيما يأتي تفصيل ذلك بحسب كل منطقة. تعرّف على المزيد من مُختلف فصائل الحيوانات وخصائصها لمساعدة طفلك في مرحلة التعليم بواسطة هذه المقالة: درس تعليمي عن أنواع الحيوانات وخصائصها للأطفال باللغة العربية
تتميز السافانا الإفريقية بموسمين خلال العام؛ الجاف والرطب، يكون الموسم الجاف في السافانا الإفريقية خلال فصل الشتاء ولا تتساقط فيه الأمطار ويؤدي هذا إلى موت أغلب النباتات وهجرة الحيوانات، بينما في الموسم الرطب صيفًا تكثر الأمطار وتنمو النباتات ويبدأ الموسم المطري في شهر مايو في المناطق الإفريقية الغربية. وتكون درجات الحرارة بشكل عام في السافانا الإفريقية ما بين 20-30 درجة مئوية، وتكون المعدلات في فصل الشتاء ما بين 20-25 درجة مئوية، بينما في الصيف تتراوح من 25-30 درجة مئوية، وعادةً يكون التغيّر في درجات الحرارة تدريجيًا وليس فجائيًا عنيفًا. تتساقط الأمطار في السافانا الإفريقية في مواسم قليلة جدًا وعادةً ما يكون تساقط الأمطار من شهر ديسمبر إلى شهر فبراير فقط، ويبلغ معدل هطول الأمطار خلال هذه الفترة ما بين 100-150 سم سنويًا.
تتميّز كذلك السافانا الأسترالية بموسمين خلال العام؛ الرطب والجاف، يبدأ الموسم الجاف من شهر مايو ويستمر إلى شهر أكتوبر بينما الموسم المطري يبدأ من شهر ديسمبر إلى نهاية شهر مارس، وتقع السافانا الأسترالية على طول الساحل الشمالي لأستراليا على خط عرض 10 درجات إلى 20 درجة باتجاه الجنوب. وتبلغ درجات الحرارة في السافانا الأسترالية ما بين 24-28 درجة مئوية وتكون درجة الحرارة المتوسطة سنويًا ما يقارب 25.5 درجة مئوية، وكذلك يُعد الموسم المطري أكثر دفئًا من الموسم الجاف في هذه الغابات وذلك بسبب معدل الرطوبة العالية أثناء هذا الموسم. يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 29 درجة مئوية في القرب من الساحل، بينما في المناطق البعيدة عن الساحل قد تبلغ درجات الحرارة ما يزيد عن 48 درجة مئوية، وتكون الأمطار شديدة جدًا في الموسم الرطب وتتسبب في حدوث الفيضانات في المناطق المجاورة.
تعد السافانا موطنًا للعديد من أشكال الحياة النباتية المختلفة كالأشجار والأعشاب والشجيرات، وتختلف النباتات السائدة في مناطق السافانا بحسب القارة التي تتواجد فيها، في إفريقيا وأستراليا وجنوبي شرق آسيا وفي أمريكا الاستوائية، ولكن وبكل حالٍ تسود النباتات العشبية في مناطق السافانا وتتخللها بعض الأشجار والشجيرات المتناثرة. وتنمو العديد من النباتات المهمة مثل: القطن، والذرة، والباذنجان، والموز.
تعد السافانا الأمريكية موطنًا للعديد من الأشجار عريضة الأوراق مثل أشجار النخيل وأشجار كوبرنيكا وغيرها العديد، كما تحتوي السافانا الأمريكية على بعض أنواع الأعشاب مثل: أعشاب ليرسيا وأعشاب باسبالوم.
تضم السافانا الهندية أنواعًا متنوعة من الأشجار مثل؛ أشجار الأكاسيا، أشجار ميموزا، أشجار الزيزفون، كما يتكون الغطاء العشبي لهذه السافانا بشكلٍ أساسي من أعشاب سحيم، أعشاب البلوستيم.
تعد معظم أشجار السافانا الأسترالية أشجارًا دائمة الخضرة، حيث تشتهر السافانا الأسترالية بأشجار الأكاسيا وأشجار بوهينيا، وأشجار الباوباب، كما يتكون الغطاء العشبي للسافانا الإفريقية من: العشب الأجمي، أعشاب سبينيفكس الشائكة، وغيرها من الأعشاب المختلفة.
تضم السافانا الإفريقية مجموعة متنوعة من الأشجار، والأكثر شيوعًا هي: أشجار الأكاسيا، أشجار البوباب، أشجار النخيل، ومن بين الأعشاب الأكثر شيوعًا فيها؛ أعشاب البلوستيم، أعشاب القش، وأعشاب الثمد. وتحتوي السافانا الإفريقية على مجتمع متنوع من الكائنات الحية التي تتفاعل لتشكل شبكة غذائية معقدة.
لقد أتاح تكيف هذه الحيوانات لها أن تتغذى على مجموعة متنوعة من النباتات. بالإضافة إلى ذلك، خلال موسم الجفاف، اعتادت هذه الحيوانات على الهجرة إلى مناطق أخرى حيث يوجد المزيد من الازدهار. بعض الأمثلة على آكلة الأعشاب في السافانا الإفريقية:
وكما توجد الحيوانات العاشبة فتوجد من يتغذى عليها، كما تُسمى بمفترسات السافانا الإفريقية ومن أشهرها:
تضم إفريقيا السافانا الأكبر والأكثر شهرةً في العالم، كما تضم مجموعة من الزواحف مثل؛ ثعبان النمر الشرقي، وبعض أنواع السلاحف والسحالي، ويعد كل من النمل والنمل الأبيض أكثر الحشرات انتشارًا في السافانا الإفريقية. ومن أشهر طيور السافانا الإفريقية هي الصقور، فهي تستفيد من درجة الحرارة العالية ويساعدها الهواء الساخن في التحليق، كما تساعدها مساحات السافانا الواسعة في اكتشاف فرائسها بسهولة. وتشتهر السافانا الإفريقية بكونها بطل رواية العديد من الأفلام الوثائقية عن الحيوانات المُفترسة وغيرها، لكون حياة السافانا الإفريقية صعبة بسبب الحرارة المُرتفعة والجفاف وقلة الأمطار، تواجه الحيوانات في السافانا منافسة شرسة ويجب أن تجد طرقًا ماكرة للحصول على الماء والبقاء باردةً. فيما يلي بعض الأمثلة على التكيفات التي تساعد هذه الحيوانات على البقاء على قيد الحياة في البيئة القاسية.
اللون البيج هو لون شائع في السافانا، وتمتاز العديد من الحيوانات بهذا اللون للتمويه والتكيف مع البيئة المُحيطة. فيمتلك البعض خطوطًا عمودية، والتي تمتزج مع الأعشاب وتجعل من الصعب على الحيوانات المفترسة ملاحظتها. كما يحتوي الوشق على خصلات شعر فوق أذنيه تُشبه العشب الطويل للتخفّي عن فريسته.
تمتاز الفيلة بآذانٍ عملاقة تعمل بمثابة مكيف لمساعدتها على تنظيم درجة حرارة الجسم.
الجحر هو حفرة أو نفق حُفر في باطن الأرض من قِبل الحيوانات لخلق مساحة مناسبة للسكن، أو ملجأ مؤقت للاختباء من حرارة الشمس العالية.