هل يحتاج طفلي في الغربة أن يتعلم العربية؟

July 18, 2023
hl-yhtaj-tfly-fy-alghrb-an-ytaalm-alaarby

قد تكون عملية تعليم اللغة العربية للطفل شاقة لبعض الأمهات في المغترب، لكنها ليست مستحيلة. خاصةً، وأن آلية التعليم اليوم أصبحت أسهل من أي وقت مضى. إذ يضم العالم الرقمي مواقع تعليم اللغة العربية أونلاين، التي تتميز بعضها باستخدام أفضل التقنيات المرئية والمسموعة، وباتباع أمثل الطرق والأساليب الحديثة المشوقة. إن الاستثمار في الطفل مُبكرًا وتنمية قدراته الذهنية، وتعليمه تعليمًا جيدًا يُؤتي بثماره ويحقق نتائجه في المستقبل. فتعليم اللغة العربية للطفل له فوائد جمة، كأن تضع صندوق العجائب بين يديه، وما أن يفتحه حتى تتوالى المفاجآت السَّارة، ولا سيما حين يَشِبُّ، ومع إتقانه اللغة العربية قراءة وكتابة ومحادثة. هذا موضوع يثير العديد من التساؤلات والنقاشات بين الآباء والمربين الذين يعيشون في الغرب ويرغبون في تربية أطفالهم بأكثر من لغة. تعلم العربية في بلاد أجنبية يطرح تحديات نوعية ويتطلب تفكيرًا متأنيًا. في هذا المقال، سنناقش أهمية تعلم العربية للأطفال الذين يعيشون في الغربة والفوائد التي قد تنجم عنه.

هل يحتاج طفلي في الغربة أن يتعلم العربية؟

قد تكون عملية تعليم اللغة العربية للطفل شاقة لبعض الأمهات في المغترب، لكنها ليست مستحيلة. خاصةً، وأن آلية التعليم اليوم أصبحت أسهل من أي وقت مضى. إذ يضم العالم الرقمي مواقع تعليم اللغة العربية أونلاين، التي تتميز بعضها باستخدام أفضل التقنيات المرئية والمسموعة، وباتباع أمثل الطرق والأساليب الحديثة المشوقة. والآن سنشارككِ أهمية تعلم العربية في الغربة.

أهمية تعلم اللغة العربية في الغربة

  • الاتصال اللغوي والثقافي مع الأصول العائلية والهوية الثقافية. عندما ينمو الطفل في بيئة غربية، فإن تعلم لغته الأم والاحتفاظ بالروابط الثقافية يعزز الانتماء الثقافي ويساعد الطفل على فهم موروثه الثقافي والتواصل مع أفراد العائلة الممتدة. إضافة إلى ذلك، يساعد تعلم العربية في تعزيز التواصل العائلي والتفاهم بين الأجيال المختلفة.
  • يُسهم تعليم اللغة العربية للطفل في شَقّ دروب جديدة له، وتشريع نوافذ الصيرورة على آفاق مستقبلية لم تكن في الحسبان. إذ تظهر الأبحاث أن إجادة اللغة العربية في العالم الغربي يزيد من احتمال عثور المرء على فرصة عمل، وذلك في مجالات متعددة كالهندسة والأعمال، والعلاقات الدولية، والمصارف والصناعة. كما يمكن أن تساعد معرفة اللغة العربية في بناء علاقات تجارية قيّمة مع رجال الأعمال في دول الشرق الأوسط الغنية مثل قطر والإمارات العربية المتحدة.
  • تعلم العربية يمكن أن يكون أيضًا منفذًا لفهم أوسع للعالم العربي وثقافته وتاريخه. يسمح للطفل بالوصول إلى الأدب والشعر والتاريخ العربي، مما يثري معرفته وتفهمه للعالم المحيط به. توفر لغة العربية أيضًا فرصًا للاطلاع على وسائط إعلامية متنوعة والتواصل المباشر مع الثقافة العربية من خلال الأفلام والموسيقى والمسلسلات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
  • علاوة على ذلك، تعلم العربية يمكن أن يوسع آفاق الطفل في سوق العمل المستقبلي. في العالم المتعدد الثقافات والاقتصاد العالمي الحديث، القدرة على التواصل والعمل في اللغة العربية يعد مهارة قيمة وقد يفتح الأبواب لفرص وظيفية إضافية في المستقبل. تعتبر اللغة العربية لغة رسمية في عدة دول ومنطقة وتحظى بأهمية كبيرة في مجالات مثل السياحة والدبلوماسية والأعمال التجارية.
  • وأحد الأسباب المُحفّزة أيضًا لتعليم اللغة العربية للطفل هو أنها إحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم. وهي اللغة الرسمية لـ 25 دولة ناطقة باللغة العربية كلغة رسمية ولغة رسمية ثانية. ويتحدث بها أكثر من 470 مليون شخص ينتشر معظمهم في مناطق شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذه الدول هي: مصر، المملكة العربية السعودية، عمان، قطر، البحرين، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، اليمن، الجزائر، تونس، المغرب، ليبيا، سوريا، فلسطين، الأردن، العراق، لبنان، تشاد، جزر القمر، إريتريا، جيبوتي، موريتانيا، السودان، الصومال، تنزانيا. بالإضافة إلى ذلك، تُعد اللغة العربية لغة أقلّية في بلدان مثل تركيا، وإيران، والسنغال، ومالي، والنيجر. إن مصر أكبر البلدان العربية، يصل عدد سكانها الناطقين باللغة العربية 101.5 مليون نسمة. فالجزائر الذي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة، والسودان 43 مليون نسمة، والعراق 40 مليون نسمة، والمغرب نحو 36 مليون نسمة. فضلًا عن أن اللغة العربية هي اللغة الخامسة من حيث الاستخدام عالميًا، بعد لغة الماندرين والإسبانية والإنجليزية والهندية. كما تنتشر اللغة العربية خارج حدود مناطقها الإقليمية والجغرافية، خاصة مع ازدياد هجرات وتوطين العرب في جميع أنحاء العالم، في بلدان مثل البرازيل والولايات المتحدة وكندا وأوروبا وجنوب شرق آسيا.
  • أحد فوائد تعليم اللغة العربية للطفل أيضًا هي تسهيل عملية تعلم بعض اللغات الأخرى، كالفارسية والتركية والعبرية والأردية. فمعظم هذه اللغات مشتقة من المفردات العربية، حيث تتشابه التراكيب النحوية والدلالات فيما بينها. لذا سيتمكن المرء من استيعاب المفاهيم الدلالية والنحوية للغات الأخرى بسرعة.

باختصار، تعتبر تعلم العربية للأطفال الذين يعيشون في الغرب خطوة مهمة للحفاظ على الهوية الثقافية والارتباط بالأصول العائلية. بالإضافة إلى ذلك، يتيح لهم الوصول إلى ثقافة العالم العربي وفهمها بشكل أعمق، ويساعدهم في الاستفادة من فرص وظيفية متنوعة في المستقبل. كما يعزز قدراتهم العقلية ويفتح آفاقًا جديدة للتفكير والتعلم. لذا، يمكننا أن نقول أنه نعم، يحتاج طفلك في الغربة إلى تعلم العربية.